آفة العالم ليس في أنه لا يجد ٬ إنما في أنه لا يحسن استغلال ما يجد من خيرات ٬ ومن مُقوِّمات لله تعالى في كونه.
ما استشرى الباطل وتَبجح أهل الفساد وأهل المنكر إلا لأن الناس يحترمونهم ويعاملونهم على هذه الحال ٬ بل ربما زاد احترام الناس لهم خوفاً من باطلهم ومن ظلمهم.
القرآن جمع بين الصلاة والزكاة ؛ لأن الصلاة فيها تضحية بالوقت ٬ والوقت زمن العمل ٬ والعمل وسيلة الكسب والمال ٬ إذن ؛ ساعة تصلي فقد ضحيْتَ بالوقت الذي هو أصل المال ٬ فكأن في الصلاة تصدقت بمائة في المائة من المال المكتسب في هذا الوقت ٬ أمّا في الزكاة فأنت تتصدَّق بالعُشْر ٬ أو نصف العشر ٬ أو رُبْع العشر ٬ ويبقى لك معظم كسبك ٬ فالواقع أن الزكاة في الصلاة أكبر وأبلغ من الزكاة نفسها.
هناك فرقاً بين أركان الإسلام و أركان المسلم ٬ أركان الإسلام هي الخمس المعروفة ٬ أمَّا أركان المسلم فهي الملازمة له التي لا تسقط عنه بحال ٬ وهي الشهادتان والصلاة ٬ وإنْ كان على المسلم أنْ يؤمن بها جميعاً ٬ لكن في العمل قد تسقط عنه عدا الصلاة والشهادتين.
الوصية بالوالدين بالذات أخذتْ رقعة واسعة في كتاب الله :
وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
لقمان 14
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
البقرة 83
وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
النساء 36
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
الانعام 151
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
الاسراء 23
وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً
الأحقاف 15
وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً
العنكبوت
الحق سبحانه هو المسبِّب الأعلى ؛ لأنه خلق من لا شيء ٬ والوالدان سبب من أسباب الله في الوجود ٬ إذن: لا تُحسِن شكر الله الخالق الأول والمسبِّب الأعلى حتى تُحسِن شكر الوالدين ٬ وهما السبب الثاني في وجودك.