الهدر المدرسي وانتشار العنف المدرسي يهددان الحياة المدرسية بالمغرب

الهدر المدرسي وانتشار العنف يهددان الحياة الدراسية لتلاميذ المغرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأربعاء 02 أكتوبر 2013 - 12:00
بعد أن دقت وزارة التربية الوطنية ناقوس الخطر حول ارتفاع نسبة العنف داخل المؤسسات التعليمية إلى 52% وبمحيطها إلى 48%، خلال الموسم الدراسي المنصرم، بادرت مؤسسات تربوية إلى إزالة الستار عن واقع آخر تتهدد من خلاله حياة التلاميذ المغاربة الدراسية، أبرزها الهدر المدرسي والمخدرات والهجرة السرية.
وكان تقرير صدر أخيرا عن وزارة التربية الوطنية حول "مؤشرات العنف داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية"، كشف عن ارتفاع نسب العنف بمحيط الإعداديات والثانويات، حيث يتحول إلى فضاء جاذب للدُّخلاء والغرباء ولكل أشكال الممارسات التي تعرقل وتشوش على العملية التربوية التعليمية، مشددا على أن العنف المسجل داخل المدرسة مرتبط بأطراف منتمية للفضاء التعليمي.
وتتصدر جهة الدار البيضاء الكبرى حالات العنف وطنيا، بنسبة وصلت إلى 14%، فيما حافظت جهات الأقاليم الجنوبية الثلاث على أدنى حالات العنف بـ0%، فضلا عن كونها لم تسجل أية حالة عنف إضافية خلال الأربعة أشهر الأخيرة من السنة الدراسية.
من جهة أخرى، أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، أخيرا، عن تراجع نسبة الهدر المدرسي، مقابل ارتفاع نسبة تعميم التعليم الابتدائي، حيث انتقل معدل التمدرس في المستوى الابتدائي (ما بين 6 و11 سنة) من 52,4%، خلال موسم 1991- 1990، إلى 96,6%، خلال موسم 2012 -2011، فيما انخفض معدل الهدر المدرسي ليستقر عند %3,2.
جمعية "أصدقاء بسمة"، المشتغلة في المجال التربوي، قالت إن المغرب عرف تفشيّا وتناميّا لعدة "ظواهر سلبية" من شأنها أن تهدد النسيج المجتمعي، حيث عددت الهدر المدرسي، وانتشار العنف داخل المؤسسات التعليمية، وتعاطي المخدرات والهجرة السرية.
المؤسسة التربوية دعت إلى مواصلة تشجيع التمدرس كخيار استراتيجي للحد من الهدر المدرسي، وإلى إنشاء "صناديق تضامنية" لدعم التلاميذ في الأماكن النائية، مشيرة أن الأمر يستدعي التغيير الإيجابي لنظرة الفضاء المدرسي للتلاميذ وآباءهم.
والمثير في تقرير صادر عن الجمعية، توصلت هسبريس بنسخة منه، أن تلاميذ المؤسسات التعليمية، كأطفال وقاصرين، معرضون إلى مخاطر "الهجرة السرية"، خصوصا "المتاجرة واستغلال المهاجرين القاصرين"، الذي يذهبون في الغالب ضحايا لشبكات متخصصة في تهريب البشر، محملة في ذلك المسؤولية للأطر التربوية والفاعلين بالمؤسسات التعليمية والأسر.
وطالبت الجمعية بضرورة العمل على تكثيف الجهود من أجل إخراج الشباب مما أسمتها "الوضعية القاتلة" والتشجيع على استكمال الدراسة، خصوصا بالعالم القروي، مشيرة إلى أن اعتماد تشجيع التمدرس كخيار استراتيجي من شأنه أن يحد من "هجرة القاصرين" إلى خارج المغرب بطرق غير شرعية.