للكلمة الصادقة سحر لا يضاهى، فهي أداة التفاهم والتكاتف بين أفراد المجتمع، ووسيلة النهوض بأعباء الحياة، وتحقيق التعايش السلمي، وهي رسول محبة وسلام بين الشعوب.
فالكلمة الصادقة تمثل اليوم الأمانة والرسالة والمسؤولية، مصداقًا لقول المصطفى " صلى الله عليه وسلم" : «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم».
والكلمة الصادقة شجرة مثمرة دائمة العطاء والبذل، وسمة الصادقين والدعاة، فبها ندعو الناس إلى الإسلام، ونقدم النصح للآخرين، ونحدث أثرًا طيبًا في النفوس، ونثمر عملًا صالحًا في كل وقت وحين، وهي التي تقلب الضغائن في القلوب إلى محبة ومودة، وتصلح بين المتباعدين.
إن الكلمة الصادقة هي مفتاح الدعوة إلى الله والقبول لدى الناس، وتعمق أواصر الوحدة بين المجتمعات، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بحسن انتقاء الكلمة واستخدامها لقوله: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
كم للكلمة الصادقة من أثر عظيم وفوائد جمة لأمتنا في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب ضرورة العناية بأخلاق الإسلام ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا لتحدث أثرها المنشود وتحقق سحرها في القلوب والعقول!